الحصبة مرض فيروسي ينتقل بسهولة عن طريق الهواء من خلال رذاذ التنفس الناتج عن السعال أو العطس لدى الشخص المصاب. قبل ظهور اللقاح، كان المرض منتشرًا بشكل واسع ويُسبب وفيات كبيرة، لكن برامج التلقيح ساهمت بشكل كبير في تقليل عدد الحالات والوفيات حول العالم.
جدول المحتويات
أعراض الحصبة
تبدأ أعراضها عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 7 إلى 21 يومًا من التعرض للفيروس، وتشمل:
- حمى مرتفعة
- سعال جاف
- سيلان الأنف
- التهاب الملتحمة (احمرار ودموع في العينين)
- طفح جلدي أحمر يبدأ عادةً من الوجه وينتشر تدريجيًا إلى باقي الجسم
- ظهور بقع كوبليك البيضاء داخل الفم في بعض الحالات
طريقة الانتقال
ينتقل هذا الفيروس عبر رذاذ التنفس عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس، كما يمكن للفيروس البقاء نشطًا على الأسطح الملوثة لفترة تصل إلى ساعتين. لهذا السبب، يُعتبر المرض من أكثر الأمراض عدوى؛ حيث يمكن لشخص مصاب نقل العدوى لعدد كبير من الأشخاص غير المُلقّحين.
المضاعفات
على الرغم من أن معظم الحالات تمر بتعافٍ تام، فإن هذا المرض قد يسبب مضاعفات خطيرة، خاصةً عند:
- الأطفال الصغار والرضع
- الأشخاص ذوي جهاز المناعة الضعيف
- الحوامل
وتشمل المضاعفات المحتملة: - التهاب الأذن الوسطى
- الالتهاب الرئوي
- التهاب الدماغ (مضاعفة نادرة وخطيرة)
العلاج
لا يوجد علاج محدد للقضاء على هذا الفيروس؛ بل يركز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع حدوث المضاعفات. ويشمل ذلك:
- الراحة وتناول السوائل بكثرة
- استخدام الأدوية المخفضة للحرارة مثل الباراسيتامول
- في بعض الحالات، قد يُوصى بتناول مكملات فيتامين (أ) للمساعدة في الوقاية من مضاعفات العيون والالتهابات
- علاج المضاعفات الثانوية مثل الالتهابات البكتيرية باستخدام المضادات الحيوية عند الحاجة
الوقاية
التطعيم هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية. من النقاط الأساسية في الوقاية:
- لقاح MMR: الذي يحمي من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
- يُنصح بإعطاء جرعتين من اللقاح للأطفال؛ الجرعة الأولى عادةً تُعطى في عمر 9 إلى 15 شهرًا، والجرعة الثانية في مرحلة الطفولة المبكرة.
- التلقيح الجماعي يساهم في حماية المجتمع من انتشار المرض.
أهمية التوعية والتطعيم
رغم توافر لقاح فعال وآمن، فإن انخفاض نسب التطعيم في بعض المناطق يزيد من خطر اندلاع فاشيات الحصبة. لذا، تُعتبر حملات التوعية والتطعيم أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأطفال والمجتمع بأسره.
باختصار، الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يمكن الوقاية منه بفعالية من خلال التطعيم. وإذا ظهرت أعراض المرض، يجب استشارة الطبيب فورًا لتقديم الرعاية المناسبة والحد من انتشار العدوى.
مرض الحصبة الألمانية
المعروفة أيضاً بالحميراء أو “حصبة الثلاثة أيام” (Rubella)، هي عدوى فيروسية معدية يسببها فيروس الحصبة الألمانية. وعلى الرغم من أن المرض يكون غالباً خفيفاً عند الأطفال، إلا أنه يحمل مخاطر كبيرة على النساء الحوامل لأنه قد ينتقل إلى الجنين مسبّباً عيوباً خلقية خطيرة تعرف بـ “متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية”. فيما يلي نظرة شاملة على هذا المرض:
تعريفها
هي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق قطرات الهواء المنبعثة من شخص مصاب عند السعال أو العطس. وتُعرف أيضاً باسم “الحميراء” أو “حصبة الثلاثة أيام” نظرًا لظهور طفح جلدي يستمر عادةً حوالي ثلاثة أيام.
الأعراض
- الأعراض العامة:
- طفح جلدي وردي يبدأ عادةً من الوجه ثم ينتشر إلى باقي الجسم.
- حمى خفيفة (عادةً لا تتجاوز 38–39 درجة مئوية).
- تورم الغدد اللمفاوية، خاصة خلف الأذنين وفي الرقبة.
- صداع، التهاب بسيط في الحلق، واحمرار أو تورم بسيط في العينين.
- ألم في المفاصل قد يظهر خاصةً عند البالغين والنساء.
- مدة الأعراض:
تبدأ الأعراض بعد فترة حضانة تتراوح بين 14 إلى 21 يوماً وتستمر عادةً لمدة 3 إلى 4 أيام مع شفاء سريع لدى معظم المرضى.
طرق الانتقال
- كيفية انتشار المرض:
- ينتقل عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب.
- يمكن أيضاً انتقال العدوى عبر الاتصال المباشر مع إفرازات الأنف أو الفم.
- لدى الحوامل، ينتقل الفيروس إلى الجنين عبر المشيمة مما يزيد من خطورة الإصابة.
المضاعفات
- عند الأطفال والبالغين:
عادةً ما يكون المرض معتدلاً ولا يسبب مضاعفات خطيرة، لكن في حالات نادرة قد يحدث التهاب في الأذن أو حتى التهاب في الدماغ. - عند النساء الحوامل:
يُعد خطر الإصابة أكبر عند النساء الحوامل، خاصةً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. قد ينتج عن العدوى:- إجهاض أو موت الجنين.
- متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية، والتي قد تؤدي إلى تشوهات خلقية تشمل:
- فقدان السمع.
- عيوب قلبية.
- مشكلات بصرية مثل إعتام عدسة العين.
- تأخر نمو الطفل عقلياً وجسدياً.
الوقاية
1. التطعيم
- اللقاح الثلاثي (MMR):
يُعتبر التطعيم هو السبيل الأكثر فعالية للوقاية، حيث يُدمج لقاح الحصبة الألمانية مع لقاح الحصبة والنكاف. تُعطى الجرعة الأولى عادةً عند عمر 12 إلى 15 شهرًا، والجرعة الثانية بين سن 4 إلى 6 سنوات. - التطعيم قبل الحمل:
يجب على النساء اللواتي يخططن للحمل التأكد من حصانهن ضد هذا الفيروس عن طريق التطعيم أو فحص مستويات الأجسام المضادة، إذ أن اللقاح (MMR) لا يُعطى أثناء الحمل.
2. العزل والإجراءات الشخصية
- عزل المصابين:
ينبغي عزل الأشخاص المصابين خلال فترة العدوى (من حوالي أسبوع قبل ظهور الطفح وحتى أسبوع بعد ظهوره) لمنع نقل الفيروس للآخرين. - الممارسات الصحية الجيدة:
تشمل غسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.
3. التوعية والمتابعة
- التثقيف الصحي:
توعية المجتمع حول أهمية التطعيم ومخاطر الإصابة بالمرض، خصوصًا النساء في سن الإنجاب، لتقليل مخاطر انتقال العدوى إلى الجنين. - المتابعة الطبية:
يُنصح بإجراء فحوصات دورية للتأكد من حدوث المناعة لدى الأطفال والبالغين غير المحصنين.
العلاج
- العلاج الداعم:
لا يوجد علاج مضاد للفيروس؛ بل يترك الجسم يتغلب على العدوى بشكل طبيعي. لذا يُعتمد العلاج على:- الراحة وتناول السوائل بوفرة.
- استخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمى والألم.
- العناية بالأعراض المصاحبة (مثل استخدام قطرات العين لتخفيف التهيج).
- في حالات النساء الحوامل، قد يُستخدم الجلوبيولين المفرط للمناعة كإجراء تقليلي للتأثيرات، رغم أن الوقاية بالتطعيم تبقى الأهم.
الفرق بين الحصبة والحصبة الألمانية
- الفيروس المسبب:
- الحصبة تُسببها فيروسات تختلف عن فيروس الحصبة الألمانية.
- شدة الأعراض:
- الحصبة العادية غالباً ما تكون أكثر حدة مع حمى عالية وطفح جلدي منتشر، في حين أن الحصبة الألمانية تكون أعراضها خفيفة نسبياً لدى الغالبية العظمى من المصابين.
- المضاعفات:
- رغم أن كلا المرضين يمكن أن يسببا مضاعفات، فإن مضاعفات الحصبة الألمانية تشكل خطراً خاصاً على الحوامل بسبب تأثيرها على الجنين.
الخلاصة
الحصبة الألمانية مرض فيروسي معدٍ يُعرف بظهور طفح جلدي وردي وحمى خفيفة، وغالباً ما تكون أعراضه معتدلة لدى الأطفال والبالغين. إلا أن العدوى خلال الحمل تشكل خطراً بالغاً حيث يمكن أن تؤدي إلى متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية التي تسبب تشوهات خلقية خطيرة. يُعد التطعيم (خاصةً اللقاح الثلاثي MMR) الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من المرض والحد من انتشاره.
المصادر:
Measles: Causes, Symptoms, Diagnosis, Treatment
Measles – symptoms, causes and vaccination