أعراض سرطان القولون في بدايته قد تظهر مع تكوّن سلائل حميدة في خلايا القولون أو المستقيم، وهي بداية يمكن أن تتحول مع مرور الوقت إلى أورام سرطانية. يُعتبر سرطان القولون نوعًا من السرطان الذي يصيب الأمعاء الغليظة والمستقيم، وغالبًا ما يكون كشف أعراض سرطان القولون في مراحله الأولى صعبًا. يقدم هذا التقرير نظرة مفصلة تشمل تعريف المرض، أعراضه (وخاصة أعراض سرطان القولون في بدايته)، عوامل الخطورة، فضلاً عن أساليب التشخيص والعلاج والوقاية.
جدول المحتويات
1. تعريف سرطان القولون
سرطان القولون هو نمو غير طبيعي لخلايا بطانة القولون أو المستقيم تتطور ببطء على مدى سنوات. يبدأ عادةً على شكل زوائد حميدة (سلائل) قد تتحول فيما بعد إلى ورم خبيث إذا لم يتم اكتشافها وإزالتها مبكرًا. يُعرف سرطان القولون والمستقيم معًا باسم “سرطان القولون والمستقيم” وهو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين البالغين خاصةً بعد سن الخمسين.
2. أعراض سرطان القولون
غالبًا ما لا تظهر أعراض سرطان القولون في المراحل المبكرة، لكن مع تقدم المرض قد تظهر بعض العلامات التالية:
- تغيرات في عادات الإخراج: مثل الإمساك أو الإسهال المتكرر، أو الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل.
- وجود دم في البراز: سواء كان الدم ظاهرًا أو مختلطًا مع البراز.
- آلام في البطن: تقلصات أو شعور بالانتفاخ وآلام مستمرة.
- فقدان الوزن غير المبرر: إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق.
- أعراض أخرى: مثل الغثيان والتقيؤ، وفي بعض الحالات ظهور أعراض فقر الدم بسبب النزيف المزمن.
3. عوامل الخطورة
لا يزال سبب سرطان القولون غير معروف تمامًا، إلا أن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة:
- التقدم في السن: يزداد خطر الإصابة بعد سن 50.
- التاريخ العائلي: وجود إصابات بسرطان القولون في العائلة، خاصةً من الدرجة الأولى.
- الأمراض الالتهابية المزمنة: مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
- العوامل الغذائية: النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء واللحوم المصنعة وقليل الألياف.
- السمنة وقلة النشاط البدني: الإكثار من الوزن والسلوك الخامل يزيدان من المخاطر.
- التدخين واستهلاك الكحول: يُعتبران من العوامل المسببة أيضًا.
4. التشخيص
يعتمد تشخيص سرطان القولون على مجموعة من الفحوصات:
- تنظير القولون: يعتبر الفحص الأكثر فعالية للكشف عن السلائل والأورام؛ حيث يُدخل الطبيب منظارًا لفحص البطانة الداخلية للقولون ويمكنه أثناءه أخذ خزعات للفحص المخبري.
- الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، التي تساعد في تحديد مدى انتشار المرض.
- تحاليل الدم: مثل فحص المستضد السرطاني المضغي (CEA) الذي قد يستخدم لمتابعة استجابة المرض للعلاج.
5. خيارات العلاج
تعتمد استراتيجيات علاج سرطان القولون بشكل رئيسي على مرحلة المرض والحالة الصحية العامة للمريض، إذ تُصمم خطة العلاج لتكون شاملة ومتعددة الجوانب:
- الجراحة: تُعتبر الخيار الأول في معظم الحالات، حيث يُستأصل الورم والأنسجة المحيطة به. قد تُجرى العملية باستخدام طرق تقليدية أو بتقنيات الجراحة طفيفة التوغل (تنظير البطن)، وقد تشمل أحيانًا إنشاء فتحة (فغر) مؤقتة أو دائمة في جدار البطن لتصريف الفضلات.
- العلاج الكيميائي: يُستخدم غالبًا بعد إجراء الجراحة للقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية وللحد من خطر تكرار المرض. كما يمكن أن يُعطى قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وجعل إزالته أسهل.
- العلاج الإشعاعي: يُستهدف به تقليص حجم الورم قبل الجراحة أو لتخفيف الأعراض في الحالات المتقدمة، وقد يُستخدم مع العلاج الكيميائي لتعزيز الفعالية العلاجية.
- العلاج الاستهدافي والمناعي: تُعتبر هذه العلاجات من الخيارات الحديثة التي تستهدف جزيئات محددة في الخلايا السرطانية أو تعمل على تحفيز الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، مما يساعد في السيطرة على انتشار المرض خاصة في المراحل المتقدمة.
- الرعاية التلطيفية: تُقدم لدعم المريض في حال المراحل المتقدمة من المرض، حيث تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة من خلال إدارة الألم والأعراض الأخرى المصاحبة للعلاج.
كل خيار من هذه الخيارات يُختار بناءً على تقييم دقيق لمدى تقدم المرض، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل العمر والحالة الصحية للمريض، والتفضيلات الشخصية. يُنصح دائمًا بمناقشة الخيارات التفصيلية مع الفريق الطبي المتخصص لتحديد الخطة الأنسب لكل حالة.
6. الوقاية
يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون من خلال:
- إجراء الفحوصات الدورية: خاصة لمن هم فوق سن 45-50 عامًا أو الذين لديهم عوامل خطورة.
- اتباع نظام غذائي صحي: غني بالفواكه والخضروات والألياف مع تقليل اللحوم الحمراء والمصنعة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: يساعد في التحكم بالوزن وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
- الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول.
7. معدل البقاء والتشخيص المبكر
تعتمد معدلات البقاء على قيد الحياة على مرحلة المرض عند التشخيص؛ فالكشف المبكر عن السلائل وإزالتها يمكن أن يحسن فرص الشفاء بشكل كبير. في حالة اكتشاف المرض مبكرًا، يمكن أن يصل معدل البقاء لمدة خمس سنوات إلى أكثر من 90٪، بينما ينخفض المعدل بشكل ملحوظ في المراحل المتأخرة.
المصادر:
Colon cancer – Symptoms and causes
رأيان حول “أعراض سرطان القولون،التشخيص والعلاج”
التعليقات مغلقة.